إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء
  

594 ـ ذو الـرُّمَّـــة (77-117هـ) (697-736م)

غيلان بن عقبة بن نُهيس بن مسعود العدويّ، أبو الحارث. من شعراء العصر الأموي. غلب لقبه ذو الرُّمَّة على اسمه، والرّمّة القطعة البالية من الحبل. قيل: لأن أمه كتبت له تعويذة علقتها على عنقه وهو طفل، أو لشطر بيت قاله: "أشعت باقي رُمًّة التقليد".

نشأ ذو الرّمّة في البادية، وبدأ رحلة الحياة في صحراء الجزيرة العربية القاسية، فعاش عيشة الكفاف. وتعلم شيئاً من القرآن وتعاليم الإسلام، لكن البادية، وتقاليد العرب كانت معلمه الأول، وكان الشعر أهم ما علق بذاكرته فقد كان خاله شاعراً واخوته شعراء.

هجا ذو الرّمّة في شبابه، ومدح وانتقل بمدائحه بعد ذلك إلى خارج الجزيرة، واتخذ من الطبيعة حبه الأول فهام بها أشدّ الهيام. وعشق (مية) المنقرية واشتهر بها واتخذها وسيلة إلى وصف الطبيعة وشكوى الزمن، وتميّز حبه العذريّ بإسقاط شعور الإنسان وإحساسه على الطبيعة وحيواناتها وحياتها، حتى كاد ينطق كل شئ فيها. ومن شعره.

وقفت على ربع لميّة ناقتي

 

فما زلتُ أبكي عنده وأخاطبه

وأسقيه حتى كاد مما أبثه

 

تكلمني أحجاره وملاعبه.

ومن أجمل لوحاته الشعرية المنتزعة من الطبيعة صورة الظبية تحنو على وليدها. إذ يقول:

إذا استودعته صفصفاً أو صريحة

 

تنحّت ونصّت جيدها بالمناظر

حذاراّ على وسنان يصرعه الكرى

 

بكلِّ مقيل عن ضعافِ فواتِر

وتهجره إلا اختلاساً نهارها

 

وكم من محبّ رهبة العين هاجر

حذار المنايا رهبة أن يفتنها

 

به وهي إلا ذاك أضعف ناصر

توفي ذو الرّمّة بأصبهان سنة 117هـ/736م، وقيل بالبادية.